الأحد، 9 ديسمبر 2012

قصة الخشبة العجيبة و الرجل الصادق قصة عجيبة فعلا





كان يا ما كان يا ابطال هذا الزمان كان هناك رجلا يعيش في سابق العصر و الاوان و قد ضاقت سبل العيش في وجهه ففكر كثيرا فيما يفعل و خطط و تامل فلم يجد له بدا من السفر في البحر ليتاجر في بعض البضائع و البلدان و لكن فقره و قلة ذات يده كانا حاجزا بينه و بين تجارته
و بعد طول التفكير هذاه الله تعالى الى ان يطلب قرضا من جاره الصالح الثري , فذهب الى جاره و قد بنى عليه بعد الله كل آماله و طلب منه ان يقرضه عشر ذهبات على ان يردهما له بعد عام بالتمام و الكمال , و لكن جاره اشترط عليه ان يحضر له كفيلين من اعيان البلد ليضمنا ان يرد له ذهباته العشر بعد عام .
هنا فكر صاحبنا الفقير و قد اسودت الدنيا في وجهه فهو يعلم ان لا احد سيكفله بسبب فقره و قلة خبرته في التجارة , لذلك فلا احد يضمن ان يرد الذهبات في موعدها الا الله سبحانه و تعالى .
هنا قال لجاره : اسمع يا جاري العزيز انا ساجعل لي ضامنا اصدق و اقوى من اي كفيلٍ او ضامن ٍ اخر .
ساله الجار : و من كفيلك يا ترى ؟؟؟
فرد عليه الفقير : إن كفيلي هو الله تعالى الذي لا تغفل عيناه و لا تنام فهل تطلب كفالة العبد و ترفض كفالة المعبود ؟؟؟
هنا شعر جاره بالحرج الشديد و تحت وطاة ما اصابه من حرج رضي بالله ضامناً و كفيلا
اخذ صاحبنا الذهبات العشر و انطلق شاكرا لله على هذا الفضل و شرع يعد نفسه للسفر و انطلق معتمدا على الله في تجارته التي خطط لها كثيرا و بنى عليها بعد الله اكبر الامال .
ركب صاحبنا البحر و طاف البلدان و هو يشتري من كل بلد يدخله ما يجده فيه من اصنافٍ غريبة و يبيعهم مما اشتراه من البلدان الاخرى حتى ربح مرابح كبيرة , و هو في كل هذا يحمد الله حمدا كثيرا على ما اتاه من نعمة فهو يعلم ان كل هذا من فضل الله عليه فلولا تدبير الله تعالى لما فاده التفكير .
فلما انقضى العام و جاء الاجل لسداد دينه كان وقتها قد وصل الى جزيرة نائية و بعيدة جدا و قد ضربت العواصف الشديدة هذه الجزيرة فانقطعت عنها سفن التجار و لم يجد سفينة لتحمله الى بلده ليقضي دينه , فاحتار حيرة كبيرة كيف يفعل و قد عاهد جاره ان يقضي له الدين بمرور العام فهداه الله تعالى ان يحضر قطعة كبيرة من الخشب و فرّغ داخلها و وضع فيها الذهبات العشر و وضع معها ورقة مكتوبا فيها :-
" اللهم انك تعلم اني اقترضت من جاري فلان ابن فلان مبلغ عشر ذهبات و كان قد طلب مني كفيلا و ضامنا فجعلتك ضامنا بيني و بينه و قد رضي بكفالتك و انت تعلم يا الله عن عجزي عن العودة الى بلدي لاقضي ديني فاوصل اللهم هذا الدين الى جاري بلطفك و مقدرتك "
ثم احكم اغلاق الخشبة بالزفت و رماها في البحر تتقاذفها الامواج


اما صاحبنا الثري صاحب الذهبات العشر فقد دارت عليه دائرة الزمان و فقد ماله و لم يتبقى له من الدنيا شيء سوا الذهبات التي له في ذمة جاره فحين جاء موعد سداد الدين خرج الى شاطئ البحر لينتظر عودة الرجل ليقضي له دينه و انتظر طول النهار تحت المطر و البرد و عندما اقترب الغروب فقد الامل و اراد العودة الى بيته و حينما هم بالمسير عائدا لاحظ شيئا غريبا قادم من بعيد تتقاذفه الامواج  فانتظره حتى قذفته الامواج على الشاطئ فاذا هي خشبة كبيرة , فقال في نفسه اخذها اتدفأ بها من هذا البرد الشديد , فحملها و ذهب الى بيته , و في الصباح بدا بتقطيع الخشبة ليحرقها بالموقد و قد استغرب من وجود الزفت عليها و حينما ازاح الزفت عنها و جد الورقة التي كتبها جاره و الذهبات العشر فحمد الله الذي رد له دينه بقدرته فبدأ تجارته من جديد بالذهبات العشر فنما ماله و ازدهر و اصبح عنده مالا اكثر من الذي فقده و هنا ادرك فضل الله عليه فلولا انه اقرض هذه الذهبات لجاره لخسرها مع ما خسره من مال و ذهب
و بعد عدة سنين عاد صديقنا المسافر من سفره و هو يحمل الكثير من المال و الذهب , فحمد الله على وصوله الى بلده و ذهب فورا الى جاره ليقضي له دينه لانه لم يكن موقنا من وصول الخشبة اليه , الا ان جاره الصالح قص عليه ما كان من امر الخشبة , و اخبره ان الله قد قضى عنه دينه من وقتٍ طويل , فقد كان صادقا مع الله فصدقه و اوصل الذهبات الى صاحبها
siege auto

0 التعليقات:

إرسال تعليق